مشاكل الجهاز الهضمي في الصيام

أولا: الإمساك
الإمساك هو ظرف يواجه فيه المصاب صعوبة في الإخراج أو تقل فيه عدد مرات ذهابه لبيت الخلاء، وهو أمر قد ينتج عن انخفاض مأخوذ الشخص من ا
لألياف الغذائية أو السوائل، وقد يمر به بعض الصائمين في شهر رمضان، ويمكن الوقاية من الإمساك عبر خطوات بسيطة.
وفي الإمساك، يكون حجم كتل البراز صغيرة أو تكون كمية قليلة أو يكون صلب القوام وجافا أو يكون قليل الحدوث، وهو أمر شائع لدى من لا يتناولون غذاء صحيا، ولكنه أيضا قد يكون مؤشرا على أمراض مثل سرطان القولون.
وأبرز ثلاثة أسباب للإمساك هي انخفاض المأخوذ من السوائل، وعدم تناول الخضار والفواكه والحبوب الكاملة التي تعطي الشخص الألياف، وقلة النشاط البدني. وفي رمضان فإن الجو الساخن قد يزيد مما يفقده الجسم من السوائل، وهذا ربما يرفع مخاطر الإمساك.
وللوقاية من الإمساك في رمضان، فإننا ننصحك بالتالي:
- اشرب كمية كافية من السوائل مثل الماء والعصائر والألبان.
- في غمرة موائد رمضان المعتمدة على الأرز واللحوم لا تنس السلطة، وهنا ننصحك بتناول صحن من السلطة الخضراء مع وجبتي الإفطار والسحور.
- إذا أصبت بالإمساك فإياك واستخدام المسهلات، فهي مواد مخرشة لجدار الأمعاء وتؤدي إلى تعودك عليها وبالتالي عندما توقفها سوف تصاب بإمساك حاد.
- طبق الشوربة ضروري على وجبة الإفطار، وابتعد عن الشوربات المحضرة بالكريمات ومرق اللحم الكثيف، وركز على الأنواع الصحية المحضرة بالخضار مثل الفطر والبازلاء.
- إذا استمر الإمساك لأكثر من أسبوعين استشر الطبيب، ولا تتناول أية علاجات من دون مشورته. كما أنه قد يجري لك فحوصا لتقصي احتمالية وجود أسباب أخرى للإمساك.
- بعض الأدوية تزيد من احتمال إصابتك بالإمساك مثل بعض مضادات الاكتئاب, فاستشر طبيبك الذي قد يغير لك الدواء أو يصف لك علاجات أخرى لمساعدتك على تخطي الإمساك.

ثانيا: نفخة المعدة
تناول البقول مثل الفول قد يؤدي إلى غازات المعدة 
يشكو الكثيرون في شهر رمضان من النفخة أو غازات المعدة، التي قد تسبب لهم ضيقا وحرجا خاصة في المواقف التي يكونون فيها بصحبة أناس آخرين، فما هي أسباب النفخة وكيف الوقاية منها في شهر الصيام؟
وغازات المعدة هي هواء يكون موجودا في القناة الهضمية التي تمتد من الفم وحتى فتحة الشرج، وتتكون الغازات هذه من ثاني أكسيد الكربون والأكسجين والنيتروجين والهيدروجين وفي بعض الأحيان الميثان. وهي تخرج من الجسم إما عبر التجشؤ من الفم، أو الريح من الشرج. وتحتوي غازات الشرج على عنصر الكبريت الذي يعطيها رائحتها المختلفة.
وتتكون الغازات في القناة الهضمية إما نتيجة عملية هضم الغذاء أو بسبب دخول الهواء للقناة مع الأكل والشرب، وتزداد الكمية التي تدخل القناة الهضمية أيضا لدى التدخين ومضغ العلكة وشرب المشروبات الغازية ومص الحلويات الصلبة. وارتداء طقم أسنان رخو يوجد فراغ بينه وبين أنسجة الفك.
أما بالنسبة لنوع الغذاء فهناك أغذية تسبب الغازات، وهي عادة المحتوية على الكربوهيدرات، بينما عادة ما لا تسبب الدهون والبروتينات الغازات. ومع ذلك فهذا أمر نسبي وقد يختلف من شخص لآخر.
وأبرز الأغذية التي تسبب الغازات هي البقول مثل العدس والفول والحمص والفاصولياء، والبروكلي والزهرة والفطر والبصل والفواكه مثل التفاح والإجاص والخوخ والحبوب الكاملة والمشروبات الغازية والحليب ومنتجات الألبان والحلويات الخالية من السكر التي تحتوي على السوربيتول ومانيتول وزايليتول.
الوقاية من النفخة:
- تقليل الهواء المبتلع عبر الفم أثناء الأكل والشرب، وهذا يكون عبر تناول الطعام ومضغه ببطء، وتجنب مضغ العلكة ومص الحلويات الصلبة.
- إذا كان الشخص يرتدي طقم أسنان عليه زيارة طبيب الأسنان للتأكد من ما إذا كان رخوا وبالتالي يؤدي لدخول الهواء للقناة الهضمية.
- تجنب الأطعمة المعينة التي تسبب الغازات لدى الشخص، أو تقليلها.
- إذا استمرت المشكلة فيجب زيارة الطبيب لإجراء فحص أكثر شمولا، كما قد يوصي الطبيب بخيارات علاجية أخرى.

ثالثا: صداع الكافيين
شرب كوب من الشاي الثقيل أو القهوة على السحور قد يساعد على تقليل احتمالية الإصابة بصداع انسحاب الكافيين
مع بداية شهر رمضان يشكو البعض من الصداع، وهو أمر قد يعزى إلى عدة أسباب منها عدم شرب الكافيين للأشخاص المعتادين عليه مثل الشاي والقهوة، كما قد ينتج عن الجفاف وانخفاض مستوى السكر في الدم وقلة النوم. أما إذا كان الصداع شديدا أو لا يتحسن بعد الإفطار فيجب مراجعة الطبيب فورا.
والكافيين مادة محفزة للجهاز العصبي، وهي موجودة في العديد من المشروبات مثل القهوة والشاي والكولا والشوكولاتة، وتؤدي إلى اعتماد الجسم عليها وتعوده، ولذلك فإن البعض يقول إن الكافيين له تأثير إدماني، ولذلك فإن امتناع الصائم عن شرب الكافيين كما كان يفعل في أيام الإفطار يؤدي إلى ظهور أعراض الانسحاب "withdrawal"، والتي من أهمها الصداع.
ومع ذلك فإن الصداع في رمضان ليس ناجما فقط عن انسحاب الكافيين، فالجفاف الذي يصيب جسم الصائم خاصة مع قدوم رمضان في الصيف يؤدي إلى الصداع. وانخفاض سكر الدم نتيجة الصيام قد يؤدي له أيضا، كما أن تغيير نمط النوم والسهر نتيجة قصر ساعات الليل قد يقود إلى تناقص عدد ساعات النوم الأمر الذي قد يقود للصداع أيضا.
كما أن المدخنين قد يعانون الصداع أيضا نتيجة اعتمادهم على النيكوتين الذي يوجد في السجائر، والتي قد يدخنونها عادة مع القهوة، مما قد يفاقم أعراض الانسحاب.
وللوقاية من الصداع في رمضان فإننا ننصحك بالتالي:
- إذا كنت معتادا على تناول الكافيين فربما يمكنك البدء بتخفيف مأخوذك منه قبل دخول شهر رمضان، بحيث لا تشعر بأعراض الانسحاب أثناء الصيام.
- إذا كنت مصرا عل حبك للقهوة والشاي -وهذا حقك طالما أنك لا تعاني من مشاكل صحية- فإنه توجب تخفيفك منها، فبإمكانك شرب كوب من الشاي الثقيل أو القهوة على السحور، إذ أن هذا يعطي جسمك دفقة من الكافيين مما قد يساعد على تقليل الصداع.
- انتبه إلى أن الكافيين مدر للبول ولذلك فإنه على السحور قد يقود لزيادة ما تفقده من سوائل.
- تناول سحورا ملائما ومتوازنا يحتوي على الكربوهيدرات، واشرب كمية ملائمة من الماء.
- لا تتناول مسكنات الألم إلا بعد استشارة الطبيب، إذا أنها قد لا تجدي نفعا مع الصداع في رمضان.
- إذا كان الصداع شديدا فاتصل بالطوارئ فورا، فقد يكون مؤشرا على مشكلة خطيرة مثل النزيف في الدماغ.